الأربعاء، 29 أبريل 2015

ذات شتاء كنت هناك..



كنت أتمشى بمحاذاة البحر، فأبصرتّها تسير بغنج ..نظرتُ إليها وابتسمتُ، فتجهمتْ في وجهي..أغضبني إعراضها عني بهذا الصلف، وقلت في قرارة نفسي لن اجعلها تهنأ بجمال الشاطيء، تقدمتُ تجاه البحر، وشربتُ كل ما به من ماء، لم يبق إلا الأسماك تنتفض في القاع اليابس ..كنت سعيدا جدا حين رأيتها غاضبة، ولكنها أخرجت لي طرف لسانها تغيظني، فتناولتُ القمر وألقيته عليها، فالتقطته بيديها وأعادته مكانه وتبسمت..تعاتبنا وتصافينا ..انتقيتُ نجمة لامعة ووضعتها على جبينها..سحبتها من يدها وعدّونا نتقافز من سحابة لأخرى..قبَّلتها قبلة استغرقت عاما أو يزيد..تواعدنا على اللقاء..انصرفتْ تتلفت ناحيتي كل برهة حتى توارت..فى الطريق استوقفتني لجنة شُرطّية فابتلعت كل من فيها وأكملت طريقي وأنا أدندن بأغنية طلال مداح"يا قمر تسلملي عينك"..مررت على رجل متكور أسفل الجسر يرتجف من البرد القارس، أيقظت له الشمس واقتطعت منها قطعة وضعتها بجواره، ولكنه ما زال يرتجفـ، أمسكت معصمه فتملص النبض من بين أصابعي، لم انزعج حين هبط هؤلاء من السماء وصعدوا بي وأنا ما زلت أغني وأنظر من أعلى للجسد الهامد داخل ملابسي.

ليست هناك تعليقات: