الأحد، 26 أكتوبر 2014

عباس مصلحة

من أي اتجاه تنظر لوجهه تجده يبتسم لك تلك الابتسامة البلهاء، هو في الحقيقة لا يبتسم، ولكن فمه متقوس لأعلى، وأنفه يقترب من شفته العليا وكأنه مع فمه يصنع شكل هلب المركب، كان الممول الأول لجلسات الحظ لشلتنا الفاسدة، يأتينا  بأفخر أنواع الحشيش والخمور، وهاتفه مكدس بأرقام المومسات، فمن أجل المال يفعل عباس مصلحة  كل شئ وأي شئ..مع وجهه المبتسم _خلقة ربنا_ كان يجد صعوبة في تشكيل وجهه حين يرغب أن يعلن عن غضبه، فيعوض ذلك بتغيير نبرة صوته وتغليظها لأقصى درجة.. مع إصدار صوت منفِّر من أنفه يتبعه بوابل سباب لكل الأديان السماوية، وذلك في حال ما كان يقول له صديقنا شكري الغتت : خلى قرش الحشيش ده على الحساب يا عِبّس، فيصرخ عباس: يا أولاد الهرمة عايزين تعملوا دماغ وتعمروا الطاسة شُكك، طيب أجيبلكوا البت نوسة ملط شكك بالمرة يا مفلسين  ..أسرة شكري سافرت للإسكندرية ووجدناها فرصة نبرطع في منزله، وأعددنا العدة لذلك مسبقا، فأتحفنا عباس بمبلغ محترم، فانفرجت أساريره، فلم يتغير الكثير من معالم وجهه فهو منفرج دائما بلا سبب.. انصرف وهو يقول : ساعة زمن مشوار صغير لنص البلد وها أكون عندكم بالدماغ الصح، ولو لاقيت البت نوسة وفتحية هجيبهم فى ايديا..ظللنا ننتظر ونمني شيطاننا بليلة صاخبة، ولكنه خذلنا، فقال صديقنا عفيفي: عملها ابن الذين وداس على القرشين، فذهب كلٌ منا لمنزله متحسرين على ضياع تلك الليلة..حين عودتى للمنزل فى آخر اليوم وجدت التلفاز مفتوح على أغنية "قولوا لأمي متعيطيش حقك عليّ متزعليش " وصورة عباس مصلحة تتصدر الشاشة وتحتها كتب بالبنط العريض الشهيد المبتسم


ليست هناك تعليقات: