الثلاثاء، 22 مايو 2012

عطف



دوَّى الجرس برنين، فأخذ المعلم يلملم أوراقه وهو يقول

- لا تنسوا يا أحبابي أن الغد هو عيد الأم، ويجب على كل 

منكم أن يشترى لأمه هدية ....ثم نظر إلىَّ من فوق نظارته 

ذات العدسات السميكة ، وكنت قابعا فى آخر الفصل، وأردف

 مسترسلا بصوت حنون
ل شعرة حسنة ، وثبّت نظارته 

فوق أنفه وانصرف
- إعلموا يا أولادي أنه يجب علينا العطف على اليتيم ، وأن

 من يمسح على رأسه له بك فى هدوء......أخذت العيون تتفحصني 

...وفى صمت قام أحد التلاميذ واتجه إلىَّ على استحياء 

،ومسح شعر رأسي الغزير بكفه الصغير وعاد إلى مقعده 

....تبادل التلاميذ النظرات ، ونهضوا من مقاعدهم كأن بينهم 

اتفاقا مسبقا ... اتجهوا ناحيتي بخطوات منتظمة... قمت من 

مقعدي متراجعاً.... التصق ظهري بالحائط ... تكدست 

الأجساد فوقى .. تتصارع الأيدي من أجل الحسنات..... 

حينما 

دخل الفصل مدرس آخر كان التلاميذ فى طريقهم إلى 

مقاعدهم وعلى وجههم ابتسامة وأكفهم ملطخة بالدماء!

هناك تعليق واحد:

إيزيس يقول...

قصيرة. ولكنها فيلم حياه. يأتى على بالى وانا طفلة نفس المشهد مع الاختلاف. كان فى مدرستى الابتدائية يوزعون الاحذية على الفقراء. وكنت أرى الاولاد الفقراء مصطفين فى منظر لن يذهب من عينى. ليس هناك على وجوهم أى سعادة. وأذكر صديقة لى كانت ترمى هذا الحذاء فى الزبالة بعد أخذه. غريب جدا أمرنا نعطى الحب لمن هم فى أحتياج له وكأنه شفقة أو حسنة. أفه الالم العنيف فى هذه القصة الجميلة الحزينة