السبت، 18 أكتوبر 2014

الجاثوم


هذا العقرب الضخم في حجم الكلب الكبير، يأتيني في الحلم كل ليلة، وكلما غفوت، فيعتلي أطراف أصابع قدميَّ، فساقيَّ، ويجثم على صدري، وذَنَبهُ المدبب بين عينيّ يعلو كالحربة في يد المقاتل، وينطلق إلى جبهتي، فأصحو مرتعباً ..قالت أمي : اِقرأ الفاتحة، والمعوذتين، وآية الكرسي ،وانفث في كفيك ومررهما على صدرك..ولا تنس أذكار المساء، واعكس موضع وسادتك، وضع مصحفا بجوارك...فعلت كل هذا، وما زال العقرب يطاردني...صار النوم عندي هو البوابة المرعبة التي يتربص بي خلفها ذاك العقرب المقيت...جلست القرفصاء فوق فراشي أغالب النوم..كرهت النوم..لا أريد النوم.......غلبني النوم، وجاءني العقرب وقد اشتد سواده..تسلقني وأنا كالجثة الهامدة سوى من قلب يكاد يقفز من موضعه هلعا..لساني ملتصق بسقف حلقي يسعى للفكاك ليلهج بذكر الرحمن، ولكن القيد ثقيل..ثقيل..وإذ بطفلتي تخرج من العدم وتزيح العقرب بذراعها الصغير، فيرتمي ويتكور فى زاوية الحجرة، وينتصب على أطرافه كأنه يتأهب للهجوم، وينظر إليها فتحملق فيه فتنكسر نظراته متقهقرا ليبتلعه الحائط..فتربت ابنتي على صدري فيطمئن قلبي وتنتظم خفقاته، ثم تفرد ذراعي وتضع رأسها عليه وتنام..حين صحوت من نومي العميق وجدت الشمس مشرقة والبلابل تغرد، وابنتي بجواري كالملاك الصغير ودميتها الصغيرة على صدرها وكأنها تبتسم لي

ليست هناك تعليقات: