الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

الناقد والذبابة الملعونة


وقفت ذبابة على شاشة هاتفه النقَّال"التاتش" وبحركة لا إرادية هشّها بكفه فمس طرف بنصره شاشة هاتفه المنفتح على إحدى المجموعات الأدبية بالفيس بوك، ولم ينتبه الناقد الكبير لعلامة الإعجاب التي تركها سهوا أسفل منشور الكاتبة الجميلة... لم يكن بينه وبين التقنية الحديثة عَمَار وهذا الهاتف"التاتش" أهدته إياه زوجه في عيد مولده الستين.. لم تلبث –الكاتبة الجميلة- إلا واقتحمت عليه الخاص لتشكره ثم تتساءل هل حقا أعجبك نصي المتواضع؟! هو لا يتذكر النص، ولم يره مطلقا، ولكنها الذبابة العابثة، وعدم اعتياده على هاتفه الجديد..لم يشأ أن يكسر فرحتها فكتب لها ( نص جميل سلم قلمكِ) فبادرته بهجمة لم يتوقعها طالبة رقم هاتفه، وما كاد أن يرسله لها حتى رن هاتفه ليسمع أجمل صوت سمعته أذناه، انتهت المكالمة التي أحيت بداخله أشياء ظن أنها ماتت، ولكن لم تكف الموسيقى بداخله عن العزف ..يتذكر قول صديقه الأريب (أن المراهقة لا تنتهي مع التقدم بالعمر، ولكنها تتوارى خلف شعيرات بيض) قضى الليلة في مطالعة نصوصها الركيكة وصورها الفتانة، وقال لنفسه لابد أن نأخذ نحن النقاد الكبار بأيدي الشبان من الكتّاب والكاتبات فلم نجد من يأخذ بأيدينا...لم تنقطع علامات إعجابه على منشوراتها المتتالية..بل تعهدّها بدراسات نقدية رفعت أسمها إلى عنان السماء، وكانت تكافئه بمكالمة دافئة يومية حتى أدمن صوتها ذو البحة المثيرة...لأيام انقطع اتصالها به وكانت هي المبادرة دائما بالتواصل معه هاتفيا.. طالع في إحدى المجموعات دراسة نقدية للناقد الخبير تمجد في قلمها الألماسي فحاول الاتصال بها لم ترد على محاولاته المتتالية..جلس محزونا بالقرب من التلفاز وحفيده يشاهد فقرة السيرك العالمي ويضحك على حركات كلب البحر الذي كان يكافئه مدربه بسمكة صغيرة يتلقفها كلما أتى بحركة مبهرة ترضيه عنه..ضحك كثيرا قهقه قهقهات متواصلة حتى استرعى انتباه كل من فى المنزل...ذات مساء هادئ رأى ذبابة واقفة على شاشة هاتفه مرة أخرى أخذ يتأملها متبسما، ثم استجمع كل ماء لعابه وبصق عليها بشدة، فطارت الذبابة وتراءت له صورة "بروفايله"  الأنيقة وقد علاها البصاق
الغردقة 25/9/2014م


ليست هناك تعليقات: