السبت، 7 يوليو 2012

حقيبة كبيرة من الغضب



مشغول جدا في عملي إلى درجة أننى أنظر إلى الأوراق والملفات التي أمامى 
بالساعات دون أن افعل شيء ....!هكذا غالبا ولكنني حقيقة أشعر أنه لا يوجد لدى وقت لشيء ...فعقلي مزدحم كسوق الجمعة في آخر الشهر عندما أنظر إلى الثلاثين عاما التي مرت أجدنى لم أكن فتى أحلامى فأنا يرفضني وحياتي ما بين بين ...لا أنا صرت عالما ألمعيا يخترق بعلمه الأفاق ولا جاهلا فيستريح عقلي المنهك...لاأنا متدينا كما يجب ولست عاصيا ميت الضمير ...فأنا ما بين بين...لا أنا ثريا أنعم بثرائي ولست بالفقير المعدم الذي يحتسب فقره عند الله في الآخرة ..... لو مت هل سيتغير شيء في العالم ؟.....طبعا لا....وإذا حييت ضعف ما حييت هل سأغير شيء ؟...طبعا مستحيل.... يقول وليم شكسبير ما الدنيا إلامسرح كبير.. وهل أنا في هذا المسرح كومبارس ؟ ..بل كومبارس صامت أيضا...تتعجب زوجتي أننى في الفترة الأخيرة بدأت أقف طويلا أمام المرآة ...تظن أن امرأة أخرى في حياتي...لو تعلم أننى أقف لأتأكد أننى ما زلت هنا ...الضوضاء حولي تصدر من الصمت ذاته...فعقلي كقطعة( بازل )مبعثرة .....ما يجلس إلىَّ أحد في العمل إلا وبعد دقيقة واحدة يبدأ في سرد مشكلاته وهمومه...ثم ينصرف ويتركني غاضبا من أجله والغريب أنني أجده بعد ذلك يضحك ويقهقه ويلقى النكات وسط زملاء العمل !!....يا ابن ال......إذن هو يلقى همومه في رأسي (هو أنا ناقص) أشعر أنه بصق على وجهي أو تبول داخل رأسي واستراح.....في اليوم التالي حين أتانى عاجلته بسرد مشكلاتي ولم أعطه فرصة للحكى...ها أنا انتقمت ولكنى مازلت غاضبا وهو ما زال يضحك ويمرح إذن المشكلة داخلي اننى لا استطيع أن أتكيف مع أحزانى .....أذكر ذاك الحلم الذي جعلني أضحك بصوت عال ...وزوجتي تنظر إلى بدهشة وتوجس وطفلتي تضحك من ضحكي تذكرت مقولتها أن المرء إذا تخطى الأربعين آمن على نفسه من  الجنون.... ماذا كانت تقصد ؟!....رأيت في الحلم كل الناس في الشارع يسيرون للخلف وأنا الوحيد أمشى بوجهي للأمام مخرجا لهم طرف لساني ....التلاميذ في المدرسة التي أعمل بها وقفوا طابور الصباح وظهورهم للعلم وحينما دخلوا الفصل جلسوا وظهرهم تجاه السبورة منظر يفطس من الضحك ...في هذا اليوم ذهبت منتشيا إلى العمل قابلت رئيسي بابتسامة لم يعهدها حين تذكرت أن منظره من الخلف كان أفضل.....قررت أن أعالج نفسي بوصفة لا أخالفها حتى لا يتفاقم لدى الاكتئاب أولا ممنوع مشاهدة نشرات الأخبار والمسلسلات وسماع مشكلات الآخرين مع الاستماع لتصريحات الحكومة بحسن ظن وتصديقها ......يا سلام..!! ما لبثت إلا وتحسنت حالتي حتى أننى اشعر وكأني ألقيت حقيبة كبيرة من الهموم كنت أحملها على عاتقي أينما كنت .....فكل ما نحتاجه في هذه الدنيا هو قليل من التبلد والسخرية والصمم ودمتم...                                 الغردقة إبريل2009م

ليست هناك تعليقات: