الاثنين، 9 يوليو 2012

جميلة ابو حريد


فازت بالمركز الثالث لمسابقة المسرح المدرسى على مستوى الجمهورية
المشهد الاول 
في الخلفية لوحة من القماش كتب عليها مهرجان تأبين شهيدة النضال الوطني جميلة بوحريد وفي وسط المسرح منصة تقف خلفها فتاة تبدأ بإلقاء قصيدة عن جميلة بوحريد الاسم : جميلة بوحيرد
رقم الزنزانة : تسعونا
في السجن الحربي بوهران
و العمر اثنان و عشرونا
عينان كقنديلي معبد 
و الشعر العربي الأسود
....
كالصيف
كشلال الأحزان
إبريق للماء ... و سجان
و يد تنضم علي القران
و امرأة في ضوء الصبح
تسترجع في مثل البوح
آيات مزقت الأوثان
****
من سورة مريم والفتح
....
اسم مكتوب باللهب
مغموس في جرح السحب
...
في أدب بلادي .. في أدبيالعمر اثنان و عشرونا
في الصدر استوطن زوج حمام
و الثغر الراقد غصن سلام
امرأة من قسطنطينة
لم تعرف شفتاها الزينة
لم تدخل حجرتها الأحلام
لم تلعب أبدا كالأطفال
لم تغرم في عقد أو شال
لم تعرف كنساء فرنسا
أقبية اللذة في ( بيجال (
****
أجمل أغنية في المغرب
أجمل طفلة
أتعبت الشمس ولم تتعب
يا ربي .. هل تحت الكوكب ؟
يوجد إنسانيرضي أن يأكل .. أن يشرب
من لحم مجاهدة تصلب
****
أضواء ) الباستيل) ضئيلة
.. 
و سعال امرأة مسعولة
أكلت من كفيها الأغلال
أكل الأنذال
(لوكوسف ) و آلاف الأنذال
من جيش فرنسا المغلوبة
انتصروا الآن علي أنثى
أنثي .. كالشمعة مصلوبة
القيد يعض علي القدمين
و سجائر تطفأ في الخدين
و دم في الأنف .. والشفتين
وجراح جميلة بوحيرد
هي والتحرير علي موعد
مقصلة تنصب .. و الأشرار
يلهون بأنثى دون أزار
و جميلة بين بنادقهم
عصفور في وسط الأمطار
الجسد الخمري الأسمر
الاسم جميلة بوحيرد
تاريخ .. ترويه بلادي يحفظه بعدي أولادي
تاريخ امرأة من وطني
جلدت مقصلة الجلاد تنفضه لمسات التيار
و حروق في الكتف الأيسر
... 
في الجبهة
في .. في .. يا للعار
****
الاسم : جميلة بوحيرد
امرأة دوخت الشمس
.. 
جرحت إبعاد الأبعاد
ثائرة من جبل الأطلس
يذكرها ألليلك و النرجس
... 
يذكرها .. زهر الكياد
( نزار قباني)
المذيعة ( للجمهور ) أشكركم جميعا علي حضوركم الحفل الخاص بتأبين جميلة بوحريد شهيدة النضال ...... ومن فضلكم استأذنكم أن نقف جميعا دقيقة حداد علي روحها الطاهرة
( يكسر حاجز الصمت صوت من أخر صفوف المتفرجين )
جميلة 1 - بس .... بس .... كفاية حداد إيه من قال إن جميلة ماتت
المذيعة – إيه في إيه مايصحش كدا
جميلة – هو إيه اللي ما يصحش .... تموتوا الناس بالحياة ....
وتقولوا مايصحش
المخرج – ناس مين اللي موتناهم أنت حتجيبي لنا تهمة
جميلة 1 - ويا ترى أنت مين
المخرج – أنا يا ستي مخرج المسرحية اللي باين عليكى هتبوظيها النهاردة
المذيعة ( للجمهور محاولة إدراك الموقف ) إحنا آسفين خالص يا أساتذة
دى باين لها من مدرسة تانية وجاية تفركش لنا العرض
جميلة1 ( للمخرج ) ومين قال لك يا أستاذ إن جميلة ماتت
المخرج - المعلومات اللي جات لنا من سفارة الجزائر بتقول إن جميلة بوحريد
ماتت في عملية استشهادية من عمليات جبهة التحرير
واسمها مدرج علي قائمة الشهداء
جميلة \ معلومات غلط
المذيعة ( بسخرية ) وايه الصح في نظر حضرتك
جميلة1 - الصح إن جميلة بو حريد عايشة
المذيعة – ( بدهشة ) عايشة.... ازاي
المخرج - وايه دليلك في اليوم اللي مش معدي دا
جميلة1- ( تخرج ورقة كانها تحقيق شخصية وهي تلوح بها ) أنا جميلة
بوحريد
المخرج يخطف الورقة في ذهول ويعطيها للمذيعة فتصيبها الدهشة ويتجهان الي يسار المسرح ويشرعان في الخروج – يظهر من نفس الجانب مجموعة الكورال الذين سيصبحون المشخصاتية فيما بعد ويتغنون غناء جماعي أو سولو مع الترديد )
هي دى ....هي دى....هي دي
جاية من قلب الجزاير
دم عربي اصيل وفاير
فوق صخور الظلم طاير
بيغني احرار.... احرار
هي دى .... هى دى .... هي دي
عزم ما يشقه الحديد
نور في عز ظلام شديد
مهما طال الليل اكيد
بعده راح يطلع نهار
هي دى.... هى دى .... هي دي
زهرة فوق سفح الجبال
بالتحدي والنضال
بتعدي كل الأسوار
هي دي .... هي دي ..... هي دي
فوق كفوفها شايلة روحها
تروي أوطانها بدموعها
والنهاردة كان رجوعها
بتكمل بينا المشوار
هي دى .... هى دى .... هي دي
هي دي كانت الحكاية
م البداية للنهاية
                                         نجمة عالية في سمايا
تشهد لنا إننا ثوار
( إظلام )
(مفتتح)
من أمام ستارة المسرح المسدلة تظهر جميلة بو حريد تتوسط المسرح هي والمخرج
المخرج – والله إحنا النهاردة في يوم عيد جميلة بو حريد بنفسها معانا
جميلة – الله يكرمك ....واسفة اني قطعت عليكم العرض
المخرج – لا .... لا والله .... انا اللي باعتذر .... لكن مش عاوز
افوت الفرصة
جميلة - فرصة ايه
المخرج – فرصة اننا ممكن نسمع الحكاية من صاحبتها
جميلة – ياه الحكاية كبيرة جدا .... ومليانة بالكفاح جيل بيسلم جيل
المخرج – ممكن ناخد لمحات منها ... علشان اولادنا يعرفوا بطولاتنا
جميلة 1 – ممكن نبدا من ايام المدرسة الفرنسية علي ارض الجزائر ايام
الاحتلال الفرنسي
المخرج ( مخاطبا الجمهور ) يبقي المشهد الجاى في المدرسة الفرنسية
( يقوم المخرج وجميلة بو حريد بفتح ستارة المسرح معا علي ديكور المدرسة –" مع مراعاة ان يكون الديكور بسيط وتعبيري " )
المشهـــد الثاني
- فناء مدرسة يتوسطه علم ولافتة كتب عليها مدرسة (سان مارسليان) وفي الوسط مجموعة من الطلبة علي هيئة طابور الصباح وعلي الجانب ناظر المدرسة وبجواره مدرسة التربية الرياضية وأمام العلم طالب يهتف ( عاشت فرنسا ) والطلبة يرددون وراءه ويقطع هذه الأصوات صوت شاذ
جميلة طفلة – ( بصوتى طفولى ) عاشت الجزائر
( يتكرر الهتاف ثلاث بنفس الطريقة )
الناظر – البنت دي ما حرمتش .... انا مش نبهت ان ماتدخلش
المدرسة غير بعد الطابور .... دى حتعمل تمرد وسط الطلبة
المدرسة – عملنا كدا ومنعناها بالفعل ... وأول ما جه ميعاد تحية العلم
والطلبة بيهتفوا عاشت فرنسا .... فوجئنا بأصوات عالية جدا
اعلي من صوت طلبة المدرسة بيهتفوا عاشت الجزائر .....
شيئ مايصدقش مسيو
الناظر ( مندهشا ) منين الأصوات دى
المدرسة – لقينا جميلة مسيو مجمعة كل أطفال المنطقة وتهتف وبيهتفوا
وراها .... شيئ رهيب مسيو رهيب
الناظر وبعدين انا احترت في البنت دى عاقبناها بكل الطرق لكن مفيش
فايدة
المدرسة – ممكن مسيو نحبسها في الفصل لغاية ما الطابور يخلص
الناظر – عملنا كدا في يوم أجازتك لكنها فتحت الشباك وهتفت وبوظت
الطابور .... مش قولت لكم مفيش فايدة .... مفيش فايدة .....
اظـــــــــــلام
المشهد الثالث
- الوقت مساء ....إظلام تام يضاء تدريجيا .... الي ان يصل لدرجة
الخفوت
-نسمع صوت طلقات نارية متتابعة وأصوات جنود يتصايحون
-تدخل من يسار المسرح جميلة1 في العقد العشرين – وفي يدها اوراق تتساقط وتضع يدها اليمنى فوق كتفها الأيسر المصاب ....بينما تترنح وتسقط وسط المسرح ....
- يدخل وراءها مجموعه من الجنود يقتادونها خارجين من يسار المسرح ويقوم جندي منهم بجمع الأوراق
( فاصل زمني قصير )
يضاء المسرح علي مكتب يمين المسرح يجلس خلفه المحقق وإمامه وأمامه ضابط يدق جرس الهاتف فيرفع المحقق السماعة
المحقق الو ( يصمت برهة وكأنه يتلقى تعليمات ) يا افندم احنا مارسنا
معاها كل انواع التعذيب دى لو جبل كان اعترف .... حاضر (
يبعد السماعة عن أذنه وكان الخط اغلق ) مش عاجبهم شغلنا انا
نفي ييجي واحد منهم ولو هو جدع ياخد منها كلمة واحدة
الضابط – أظن التليفون دا عشان جميلة بو حريد
المحقق – ايوا احنا ورانا غيرها بقالنا شهور نضغط عليها بكل الطرق لكن
مفيش فايدة ....
الضابط – ولا المحامي الخاين لفرنسا جاك فيرجيس قال عايز يطلع علي
التحقيقات .... هي فين التحقيقات دي .... دى ما عندهاش
غير كلمةواحدة تدخل الغيبوبة وتفوق تقولها عاشت الجزاير
المحقق ( يرفع سماعة الهاتف ) الو .... فاقت 000 طيب هاتوها (
يضع السماعة مخاطبا الضابط ) حنحاول معاها باسلوب تاني
جربنا العنف مانفعش
( يدخل اثنان من الجنود ممسكين جميلة الفتاة ويبدو عليها الإعياء الشديد وتجرجر قدميها
المحقق – اتفضلي مدموزيل جميلة ( تجلس جميلة ) اسمعي مدموزيل
جميلة لو دلتينا علي مكان ياسيف السعدى حنعتبرك شاهد ملك
جميلة – انا ماتشرفنيش الجنسية الجنسية الفرنسية الفرنسية انا عربية
وفخورة بعروبتي
الضابط طيب مين كان معاكي في زرع المتفجرات في ملهي ميلك بار
جميلة – انا مش حتكلم غير في وجود محامى
المخرج – ( مصفقا بحماس ) برافو الله ينور يا جماعة .... تمام كدا
الضابط – تمام كدا انا ما كملتش الحوار بتاعي لسه في كلام في النص ما
فلتهوش .... كمان لسه في شوية تعذيب ... ما ينفعش كدا
المخرج – بض.... الناس كلها اللي قاعدين دول عارفين ان مهما
عملتو مش حتنطق بنص كلمة .... نختصر وندخل علي مشهد
المحكمة
جميلة ( تنهض ) كلام المخرج أوامرما تعترضش
المحقق – تمام يابو الاخراج يلا نجهز لمشهد المحكمة
المخرج – ( بصوت عال )
( إظلام )
المشهد الرابع
ديكور محكمة عبارة عن منصة قضاء ومنصة ادعاء ودفاع وقفص اتهام علي الحائط لوحة كتب عليها العدل أساس الملك
يدخل المخرج من يمين المسرح الي ان يتوسط المحكمة
المخرج ( مخاطبا الجمهور) انتم طبعا منتظرين مشهد المحاكمة و أظن
عندكم فكرة مين اللي حيتحاكم
صوت من بين لجمهور – جميلة بو حريد طبعا
المخرج ( ضاحكا ) لا يا ناصح هو انتم فاكريني مخرج من منازلهم دا
انا وارث الاخراج ابا عن جد ... دا انا باخرج من أيام ما
كنت في الروضة
الناظر ( يصمت قليلا كأنه يسمع احد من الجمهور ) ايوة يا محترم
باخرج مسرحيات....امال باخرج ايه ... المهم
....احناعارفين ان جميلة أتحكم عليها بالاعدام
وبعد كدا اتخفف الحكم للاشغال الشاقة ....وبعد فترة افرج
عنها بعد معاهدة افيان بين الجزائر وفرنسا .... لكن مشهد
المحاكمة لابد منه
( يمشي شابكا يديه خلف ظهره وكأنه يفكر)
وعشان تكتمل أركان القضية لابد من وجود متهم وقاضى
وممثل ادعاء وممثل دفاع ...........القاضي هتكون بطلتنا المناضلة
العظيمة جميلة بوحريد وممثل الادعاء(يصيح) ممثل الادعاء يتفضل
(يدخل من يمين المسرح ممثل الادعاء)
ممثل الادعاء _ جاهز يافندم ومستعد
المخرج _ تماااام...........ممثل الدفاع يتفضل (يدخل)
ممثل الدفاع جاهز يا أبو المخاريج
المخرج: مش فاضل غير المتهم ..... وبصراحة ملقتش غيركم يقوم
بالدور ده .........عاوزين تعرفو ايه تهمتكوا...... ده بقى
شغل ممثل الادعاء ومتخافوش هنوفر لكم محاكمة عادلة ......
..ده المحامى بتاعكو محترف .......... مستعدين يلا نبدأ
الحاجب : (بصوت عال)محكمة......... القضية رقم 1محاكمة الجمهور
(على منصة القضاء تجلس جميلة وبجوارها مستشارين)
جميلة : ممثل الادعاء يتفضل
ممثل الادعاء : سيدتي القاضية حضرات المستشارين إن المتهمين الماثلين
أمامكم على مقاعد المتفرجين هم كمثل الكثير من شعوبنا
العربية تكتفي بهذا الدور وهم الجلوس أيضا على مقاعد والحلم
العربي الذي أصبح سرابا في قلوبهم وهم كممثلين للشعوب
العربية ساهمو فى ذلك وهناك أمر آخر شديد الأهمية أننا
لا نحسن تكريم الإبطال فالغرب يصنع أبطالا على ورق
ويمجدهم بالرغم من أنهم من صنع الخيال مثل رامبو
........سوبر مان...........بات مان ونحن لدينا أبطال حقيقيون
مثل عمر الخيام .........مصطفى كامل .........والكثير .....ولكم
أن تعلموا أن جميلة بو حريد على سبيل المثال تعيش الآن
في مدينة حيدرة الجزائرية في مبنى متواضع ليس به اسانسير
وفى الطابق الثامن رغم انها تجاوزت الاثنين والسبعين عاما
.. . لكم أن تتخيلو حجم المشقة والمعاناة لهذه المناضلة
جميلة 1: أرجو من ممثل الادعاء ان لا يتطرق للأمور الشخصية
ممثلالادعاء: وعلى ضوء ماتقدم أطالب بتطبيق أقصى عقوبة على
المتهمين الذين شاركوا في تهميش امتنا وشكرا لسعة صدركم
جميلة 1 :ممثل الدفاع يتفضل
ممثل الدفاع :عبد السلام الهمام حاضر عن المتفرجين (مصححا )قصدي عن
المتهمين ........(يتنحنح بشده)إن المتهمين الماثلين أمام عدالتكم
المجني علهم فكيف اليوم جعلتم منهم متهمين ............
إن ما نحن فيه اليوم من تشرزم (متوقفا فجأة ومخاطبا الجمهور )
. ايه رأيكم حلوة تشرزم دي ..أنا مش عارف بيجيبو الكلام ده منين
جميلة 1 خليك في الموضوع
ممثل الدفاع :أنا كنت بقول إيه؟آه وما صرنا إليه من تشرزم ليس من صنيع
هذا الجيل ولكنها أجيال متعاقبة اجتمعت عليها أحقاد
الاحتلال الغربي .....ولكن فى كثير من المشاهد التاريخية كان
هؤلاء الذين تحاكمونهم اليوم هم الأبطال أتظنون أن الدول العربية
حررت من تلقاء نفسها؟ لا ولكن عزيمة هؤلاء وتضحيتهم بالغالى
 والنفيس أما عن ما يدعيه زميلي ممثل الادعاء بخصوص تجاهلنا
لإبطالنا فانه محق وللعلم انه تم منح المناضلة جميلة بوحريد
منزلا جميلا ولكنها تنازلت عنه لمن شعرت بأنه أحوج إليه منها
 وهكذا الأبطال يفعلون ولذلك أطالب المتهمين ببراءة من كل
. ما نسب إليهم
جميلة 1 :الحكم بعد المداولة (يتشاورون بينهم لدقيقة)بعد الاستماع إلى كل
من ممثل الادعاء والدفاع قررنا الاتى الحكم بالأشغال الشاقة
المحببة من اجل أن نرفع هذا الوطن ولكنها أشغال ليست خلف
. القضبان ولكن كل في مجاله رفعت الجلسة.
المدعى والمحامى يصيحان سويا يحيا العدل ...........يحيا العدل ... يحيا
العدل
إظــــــــــــــــــــــــــلام

ليست هناك تعليقات: